ابن النفيس وُلد في دمشق في عام 1213م، وكان أحد أعظم العلماء الذين أنجبتهم المدينة في العصور الإسلامية. رغم أن معظم شهرته جاءت من خلال إسهاماته في الطب، إلا أن مسيرته العلمية بدأت منذ صغره في دمشق، حيث نشأ في بيئة علمية وفكرية.
نشأته وتعليمه في دمشق:
في دمشق، كان ابن النفيس من أسرة مثقفة، إذ كان والده يعمل في مهنة الطب، مما ساعده في الانغماس في هذا المجال منذ شبابه.
تعلم في المدارس العلمية في دمشق، وكان من المميزين في علوم الطب و الفلسفة و المنطق.
انتقاله إلى القاهرة:
على الرغم من أن ابن النفيس نشأ في دمشق، إلا أنه انتقل في مرحلة لاحقة إلى مصر، حيث انضم إلى مستشفى المنصور في القاهرة، وكان يشغل هناك وظيفة الطبيب في المستشفى.
من خلال هذا الدور، أصبح له تأثير كبير على الطب في العالم الإسلامي وقدم العديد من الإسهامات في مجال الطب التشريحي و علم وظائف الأعضاء.
إسهاماته في الطب في دمشق:
في دمشق، أجرى ابن النفيس دراسات موسعة في الطب التشريحي و علم وظائف الأعضاء، وناقش العديد من المفاهيم الطبية. ولأنه تعلم في بيئة علمية مرموقة، كان لديه الفرصة للوصول إلى مكتبات ومراجع علمية هامة ساعدته في تطوير أفكاره.
تأثيره العلمي:
رغم انتقاله إلى القاهرة، فإن إسهاماته وكتاباته كانت مستوحاة بشكل كبير من تجربته الأولى في دمشق. الفكرة التي طرحها حول الدورة الدموية الصغرى كانت نتيجة لبحث مستمر في علم التشريح الذي بدأه في دمشق.
ابن النفيس يُعتبر من العلماء الذين قدموا العلم من خلال عملهم ومتابعتهم المستمرة. كان لدمشق دور كبير في بناء أساس علمه وطريقه نحو الشهرة في مصر والعالم الإسلامي.
إسهاماته في الطب:
ابن النفيس هو أول من اكتشف الدورة الدموية الصغرى، المعروفة أيضًا بدورة الدم الرئوية، حيث شرح بطريقة مفصلة كيفية انتقال الدم من البطين الأيمن للقلب عبر الرئتين قبل أن يعود إلى البطين الأيسر، ليتم ضخّه إلى الجسم. كانت هذه الفكرة ثورية في ذلك الوقت، إذ كان يُعتقد أن الدم ينتقل من البطين الأيسر إلى البطين الأيمن مباشرة دون المرور بالرئتين.
اكتشافاته:
ابن النفيس لم يكن فقط مبتكرًا في تشريح الجسم البشري، بل كان أيضًا عالمًا موسوعيًا في مجالات عدة مثل الطب و الفلسفة و العلوم.
فضلاً عن ذلك، كان له أبحاث رائدة في علم وظائف الأعضاء و الطب، وله العديد من المؤلفات التي أثرت في الطب العربي والإسلامي بعده.
مؤلفاته:
أشهر مؤلفاته هو كتابه “الشامل في الطب”، الذي كان موسوعة طبية مهمة تتناول تشريح الجسم البشري ووظائفه، وقد تم الاستفادة منها في العصور الوسطى.
كان ابن النفيس شخصية مبدعة وفكرية، أسهمت اكتشافاته في فهم أعمق للجسم البشري، وتعتبر اكتشافاته في الدورة الدموية من أعظم إنجازاته.