أعلام من سوريا .. حمزة الخطيب أيقونة الثورة السورية

0 Shares

“كان فكه وكلا ركبتيه قد تحطموا.. لحمه قد غطي بحروق أعقاب السجائر.. قطع قضيبه.. ظهرت إصابات أخرى مشابهة لتلك التي تظهر إثر التعرض للصدمات الكهربائية، والجلد باستخدام كابل”.

هكذا وصفت صحيفة غلوب آند ميل الكندية، الحالة المأساوية التي وجدت عليها جثة الطفل السوري حمزة الخطيب (13 سنة).

لم يكن ليصدق أكثر المتشائمين أن تبلغ وحشية النظام السوري حد قتل الأطفال والتمثيل بجثثهم، حتى جاءت واقعة مقتل الطفل حمزة الخطيب في الأيام الأولى من الثورة السورية، والتي تسببت في غضب عالمي، وانتقادات حقوقية ودولية لمنظومة حكم بشار الأسد، وبات الفتى السوري رمزا للثورة.

وفي الذكرى العاشرة للثورة السورية، يأتي ذكر الخطيب بعد أن لحقت به أعداد هائلة من أبناء شعبه، يقدرون بمئات الآلاف حسب تقارير حقوقية، ضمن مسيرة عريضة من الدماء والجرائم ارتكبها النظام السوري. فمن هو حمزة الخطيب؟

طفولة مميزة

ولد حمزة علي الخطيب يوم 24 أكتوبر/ تشرين الأول 1997 ببلدة الجيزة التابعة لمحافظة درعا السورية، نشأ في ظل أسرة متوسطة الحال، كسائر عائلات بلدته والمجتمع السوري عموما، ووصف بأنه كان ذكيا ومحبا لكرة القدم.

لكن ثمة شيء مميز كان في شخصية حمزة، وهو “الكرم”، إذ روى أحد أقاربه في حديث لإحدى القنوات العربية عن طفولة حمزة، قائلا: “كان طفلا كريما، وكان يطلب المال من أبويه ليعطي الفقراء”.

وأضاف: “أذكر ذات مرة بأنه كان يريد إعطاء أحد الفقراء 100 ليرة سورية، بينما قالت أسرته بأن هذا المبلغ كثير، لكن حمزة رد: أنا لدي السرير والطعام بينما الرجل ليس لديه أي شيء وبهذا أقنع والديه بأن يعطي المئة ليرة للرجل الفقير”.

وذكر أن حمزة كان يحلم بأن يكون شرطيا عندما يكبر، لكنه عدل عن طموحه عندما بدأ النظام السوري في قمع الحركة الاحتجاجية بعنف وقوة”. وأورد: “عندما رأى حمزة عناصر الشرطة يقتلون أفراد الشعب خلال الثورة، قال: “الشرطة يقتلون الشعب وأنا لا أريد أن أكون مثلهم.. لا أعرف ماذا سأصبح لكن الشرطة تقتل الشعب وتعذبهم'”.

استشهاد حمزة

جاءت اللحظة الصادمة والمروعة في حياة الطفل السوري صاحب الـ 13 عاما، يوم 25 يونيو/ حزيران 2011، عندما توجه رفقة آخرين من المواطنين والثوار، من بلدتهم “الجيزة” لفك الحصار الذي فرضته مليشيات الأسد الطائفية آنذاك على أهل درعا، ليتم اعتقاله عند حاجز يتبع لأحد الأفرع الأمنية، قرب مساكن صيدا العسكرية.

تم نقل الخطيب إلى فرع إدارة المخابرات الجوية السورية بدرعا، وحسب تقرير نشره موقع “C.N.N” مطلع يوليو/ تموز 2011، أن “حمزة كان معتقلا، وشاهده أقاربه في السجن وكان بصحة جيدة حينها، حيث توسلوا إلى رجال الأمن كي يفرجوا عنه، غير أن الشرطة طلبت من أقارب حمزة العودة بعد يومين، بعدما وعدوهم بالإفراج عنه”.

وأضاف: “عندما ذهب والدا حمزة إلى السجن للإفراج عن ولدهما، طلب منهما عناصر الأمن التوجه إلى المستشفى، وهناك عثرا عليه جثة هامدة، وعندها رأته والدته على هذه الحالة أصيبت بانهيار عصبي، أما والده فصار محطما تماما”.

بعد مصرع حمزة بأيام قليلة نشرت صور ومقطع مصور عبر موقع “يوتيوب”، وتم تداولها على نطاق واسع من خلال صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، أظهرت جثة حمزة الخطيب بعد تعرضه للتعذيب بوحشية.

كان وجهه منتفخا وبنفسجي اللون، ويحتوي جسمه على ثقوب ناتجة عن طلقات نارية وآثار تعذيب، فيما سمع صوت أحدهم في اللقطة يقول “إنهم قطعوا عضوه التناسلي”.

تسبب موت حمزة، في صدمة لدى الشعب السوري، وأثارت احتجاجات محلية ودولية ضد حكومة بشار الأسد، بسبب طريقة تعاملها الشرسة غير المسبوقة مع المحتجين السلميين.

وعلقت وزيرة الخارجية الأميركية (آنذاك) هيلاري كلينتون على واقعة مصرع وتعذيب الطفل السوري، قائلة: “لا يسعني القول سوى أرجو ألا يكون موته عبثيا”.

وأضافت: “بات يرمز لكثير من السوريين.. ويدلل على مدى الانهيار التام لأي جهد من جانب الحكومة السورية للعمل معهم، والاستماع لشعبهم”.

بينما أعلن وزير الخارجية الاسترالي (حينئذ) كيفن رود، أن “بلاده طلبت من الأمم المتحدة أخذ الرئيس بشار الأسد، أمام المحكمة الجنائية الدولية، بتهمة قمع النظام للمدنيين السوريين”.

بعدها ذهبت العلاقة بين نظام بشار وسائر الشعب السوري إلى طريق اللا عودة، وأطلق على المظاهرات السلمية الداعية إلى رحيل بشار ونظامه في الأسابيع التالية اسم “جمعة مقتل الطفل حمزة الخطيب”.

مصادر

0 Shares
Tweet
Share